يقول إيفان كليما " ما من شئ أقرب إلى الموت مثل الحب المتحقق، فظهور أحدهما إنما هو ظهور منفصل، لكنه أيضاً ظهور وحيد مرتبط وللأبد، لا يحتمل أي تكرار، و لا يسمح بأي استئناف، و لا يعد بأي إرجاء. لابد لكل منهما من أن يقوم بنفسه، و كلاهما يولد للمرة الأولى، متى آتى يأتي بغتة من اللامكان على الدوام من ظلمة اللاوجود من دون ماضي أو مستقبل"
لا يمكن دخول الحب و لا الموت مرتين و (لا وقت لهما)!
لكلاهما أوان و تاريخ خاص جداً لكن لا يمكن للمرء التنبأ بمتى تحين ساعتهما فهما يُبعثان من العدم و يقتحمان عالمنا دونما أي تنبيه.
و بعد حدوث ذلك، لا يمكن معرفة مدى تغيرنا أو انكشافنا و تجرأنا على اظهار مشاعرنا التي طالما برعنا في كبتها متخبطين بين الغيرة،الانتقام والشجاعة و بذلك يتغير مجرى حياتنا المفاجئ إلى الأبد.. لنكون "أبطال لمأساة من صنعنا".
نقف عاجزين منبهرين متأرجحين بين انحيازنا أو رفضنا لتفاصيل ولادتنا الجديدة و من له الحق في مشاهدة هذا النصر!
ذلك أن (الرغبة) يقابلها (الموت) و (الرعاية) يحققها (الحب) و لكلاهما سندفع بالعملة الصعبة (الأمان) و ربما تبقى السيادة للحب فله وحده (الاستسلام).