top of page

هل أحببت الظلام يوماً؟

أسود .. ذلك هو اللون الذي يرمز إلى العتمة و الظلام.

أعمى .. تلك هي الصفة التي ترمز إلى من لا يرى إلا سواد.

من منّا يستطيع أن يصرح بحبه للون الأسود إلا في وجود البياض؟

و من منّا تروق له العتمة و الظلام إن لم يؤمن بوجود النور بعدها؟

الظلام يحرمنا من التفاصيل و يجردنا من رؤية بواعث أمننا الخارجية، لكنه ليس دائماً شبح سئ و مصدر خوف و ريبة.

نحن بحاجة إلى الظلام بقدر حاجتنا للنور و ربما أكثر في بعض الأحيان.


نحتاج إلى الظلام لنتفقد مصادر النور غير التقليدية التي عميت بصيرتنا و بصائرنا عن وجودها.

نحتاجه لنعطل أبصارنا و نختبر شعور الخوف و الرهبة و القلق بصدق و نسكنهم بمصادر جهلنا بوجودها دواخلنا.

نحتاجه لنتعلم كيف نعيد تلمس و اكتشاف الملامح التي أفقدنا النور تأمل تفاصيلها.

و نحتاجه لنستريح لمدة من تفاصيل كل الأشياء المرهقة و الممتعة من حولنا.

نحتاجه لنفقد الإتصال بكل ما حولنا عنوة، و نتواصل مع حقيقة نورنا و ظلامنا.

نحتاجه لنعيد ترميم الأجزاء المهملة دواخلنا دون حكم مسبق عليها في وجود الضياء المشتت.

نحتاجه لنلهث باحثين عما سلمنا بوجوده و امتلاكه للأبد.

نحتاجه لنهدأ من ضجيج حواسنا.

نحتاجه لتسكن أرواحنا.

أطبق على جفونك و أغمض عيناك لبرهة و تفقد بصر قلبك و اختبر الظلام مخيراً لا مجبراً، و تذوق تفاصيله و عظمة وجوده في حياتك وحاجتك الشديدة له و إن كنت تهابه أو تكرهه، و أسأل عن حدة بصر بصيرتك في ظل عماك الاختياري.

و عند حد الاكتفاء أو الضجر .. افتح عيناك بفضول مبصر يقطع حديث الظلام بإبصاره للنور و مشاهدته لتفاصيل كل ما حوله بدهشة!

و كن بعدها ممتناً للظلام الذي أراحك و أيقظك ..

73 views0 comments

Recent Posts

See All
Post: Blog2_Post
bottom of page