ثلاثون مضت ..
Updated: Apr 30, 2022
كبحر هائج أدفع بأمواجي من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، أغني ترانيم بأعلى صوتي المكتوم و وجهتي صخر يرتمي على الشطئان.
أحرك كل الرمال الصغيرة بداخلي لتقابل خط النهاية الممتد و المتمدد إلى المالانهاية.
أهمس إليهم مع كل مدّ بأن لا تخافوا؛ اذهبوا إلى حد المنتهى، قابلوا العوالم الأخرى من هناك، على الشاطئ لا عمق لنخاف و وعدي لكم أن أمد يداي و أعود بكم إلى داخلي حيث دار الأمان.
و مع كل ارتطامة موج، يعلو صوت و يخفت معه صوت بركان مشاعري..
مد و جز حتى اللانهاية…!
تحرقني الشمس بلهيبها أيام، و يطبطب القمر على زمهريري ليالي آخرى. و في الأيام الحانية تمرر السماء جيوش غيومها تضللني بغرض التلصص لعلها تكتشف سراً ما بداخلي.
يقف على مرساي الكثير من المثقلين و المتعبين، يهمسون لي بالكثير من أسرارهم و يلقون عليّ حكايتهم، و ما أن يفرغوا حتى يديروا لي ظهورهم و يرحلوا ربما حتى ميعاد آخر.
يعلو بعدها موجي راحلاً معهم لكن إلى الوراء لأغرقني و أنقذني..!
عشت في فيضان دائم ، إلى الحد الذي لم أعد أتمكن معه من سماع صوتي..
و في يوم عاصف ضرب اعماقي فأصابها ، رحلت بلا عودة، مضيت إلى شاطئ لا عنوان له علّني أحمل إليه موجي ليسكن.. رحلت إلى اللاوجهة !
سمعت بعدها صوتي الخافت بداخلي آتٍ من بعيد يسألني: كيف هو حالك حقاً؟ أهلا بعودتك، كم قد أفتقدتك..
لا تصدق أن كل العواصف تضربك لتزلزلك هدماً.
و إن فعلت؛ تأكد بأن بعض الهدم يكشف لك حقيقة كنوز عالمٍ عميق حي بداخلك .